حكم لبس المخيط للمحرم

يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري

حكم لبس المخيط للمحرم

حكم لبس المخيط للمحرم

هل تتساءل في قرارة نفسك: "ماذا لو أخطأت في لباسي وأفسدت حجي أو عمرتي؟" هل تريد أن تقف أمام بيت الله الحرام بقلب مطمئن، لا يخالجه شك في صحة ما تفعله؟

إن معرفة حكم لبس المخيط للمحرم ليست مجرد معلومة فقهية... بل هي طريقك إلى راحة البال والسكينة الحقيقية، تخيل نفسك وأنت تطوف حول الكعبة، قلبك منشغل بالخوف من أن تكون قد ارتكبت مخالفة دون علم  أو تصور شعورك وأنت تقف بعرفات، لكن القلق يأكل قلبك حول صحة إحرامك

في هذا المقال، ستجد دليلك الكامل لفهم حكم لبس المخيط للمحرم، بدءًا من المقصود الحقيقي بالمخيط شرعًا، وليس مجرد ما فيه خياطة، وصولًا إلى الأحكام المتعلقة به عند ارتدائه عمدًا أو نسيانًا.

ستتعرف أيضًا على الفرق بين ما يجوز للرجل والمرأة في الإحرام، ومتى تجب الفدية، وما هي خيارات التكفير الثلاث: الذبح، أو الإطعام، أو الصيام، بحسب ما قرره الفقهاء.

ولن تخرج من المقال دون أن تقف مع الحِكم العظيمة وراء هذا التشريع: من التواضع، والمساواة، واستحضار مشهد الآخرة.


ساهم في مشروع سقيا ضيوف الرحمن 

تبرع الآن واحصل على الأجر والثواب

ما هو المخيط من اللباس؟

المقصود بـ "المخيط" في سياق الإحرام ليس مجرد الملابس التي تحتوي على خياطة، بل هو كل لباس مُفصَّل أو مُحاك على هيئة عضو من أعضاء الجسم، بحيث يُحيط به ويستمسك عليه، سواء كان ذلك بخياطة أو بغيرها.

ما يُمنع على المحرم من "المخيط":

يُحظر على الرجل المحرم ارتداء الملابس المُفصَّلة على هيئة الجسم أو جزء منه، مثل:

  • القميص (يُغطي الجزء العلوي من الجسم)

  • السراويل (تُغطي الجزء السفلي من الجسم)

  • العمائم (تُغطى بها الرأس)

  • البرانس (ملابس تُغطى بها الرأس والجسم)

  • الخفاف (أحذية تُغطى بها القدمين)

وقد جاء في الحديث الشريف: "لا يلبس المحرم القميص، ولا العمائم، ولا السراويل، ولا البرانس، ولا الخفاف..."

وهذا النهي خاص بالرجال، أما النساء فيجوز لهن ارتداء الملابس المخيطة، مثل القمصان والسراويل، ولكن يُمنع عليهن ارتداء النقاب والقفازين أثناء الإحرام.

ما لا يُعد "مخيطًا" في الإحرام:

الملابس التي لا تُفصَّل على هيئة الجسم أو جزء منه، مثل:

  • الإزار (يُلف حول الجزء السفلي من الجسم)

  • الرداء (يُلف حول الجزء العلوي من الجسم)

حتى وإن كانت هذه الملابس تحتوي على خياطة لتوصيل الأجزاء أو لتقويتها، فإنها لا تُعتبر من "المخيط" المحظور على المحرم.

ملاحظات هامة:

  • التحايل على الإحرام: تعمد ارتداء الملابس المخيطة لتجاوز نقاط التفتيش أو لأي غرض آخر يُعد مخالفة شرعية، ولا تُسقط الفدية عن المتعمد

  • الاضطرار: إذا اضطر المحرم لارتداء المخيط بسبب البرد أو المرض، فلا إثم عليه، ولكن عليه فدية

ادعم مشروع سقيا ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة  

كن شريكاً في الأجر والثواب


لماذا حرم الله لبس المخيط للمحرم؟

تحريم لبس المخيط للمحرم في أداء فريضة الحج أو العمرة هو أمر تعبدي، ومع ذلك، فقد بيّن العلماء حِكمًا متعددة لهذا التشريع:

1. التواضع والخضوع لله تعالى

يُسهم التجرد من المخيط في إشعار الحاج أو المعتمر بالتواضع والخضوع لله، حيث يبتعد عن مظاهر الزينة والتفاخر، مما يعزز التقوى والخشوع في القلب.

2. التذكير بالآخرة

يُذكّر ارتداء لباس الإحرام غير المخيط الحاج أو المعتمر بحال الناس يوم القيامة، حيث يُبعثون حفاةً عراةً، مما يعزز الشعور بالزهد في الدنيا والاستعداد للآخرة.

3. تحقيق المساواة بين المسلمين

يُوحّد لباس الإحرام بين جميع الحجاج والمعتمرين، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية، مما يُظهر المساواة ويُزيل الفوارق الطبقية.

4. الابتعاد عن الترف والتكلف

يُبعد التجرد من المخيط الحاج أو المعتمر عن مظاهر الترف والتكلف، ويُشعره بالتقشف والتواضع، مما يُعزز الروحانية ويُقلل من التعلق بالدنيا.

5. تذكير بالنشأة الأولى

يُشبه ارتداء الإحرام غير المخيط حال الإنسان عند ولادته، حيث يكون بلا زينة أو تكلف، مما يُذكره بضعفه وحاجته إلى الله، ويُعزز التواضع والخشوع.

ساهم في مشروع إطعام ضيوف الرحمن - صدقة جارية عنك وعن والديك وعن من تحب 

أحكام لبس المخيط للمحرم

لبس المخيط للمحرم من محظورات الإحرام الخاصة بالرجال في مناسك الحج والعمرة، ويُقصد به كل لباس مفصّل على هيئة عضو من أعضاء الجسم، وليس مجرد ما فيه خياطة.

حكم لبس المخيط للمحرم

إذا لبس المحرم المخيط عمدًا دون عذر:

  • فهو آثم وعليه فدية، وهي التخيير بين:

    • ذبح شاة

    • أو إطعام ستة مساكين

    • أو صيام ثلاثة أيام

إذا لبسه ناسيًا أو جاهلًا:

  • فلا إثم عليه، ولا فدية لبس المخيط للمحرم، لكن يجب عليه خلعه فور تذكّره أو علمه بالحكم

إذا اضطر لارتدائه لعذر:

  • كالبرد أو المرض، فيجوز له لبسه، وعليه الفدية المذكورة

حكم لبس المخيط للنساء

النساء لا يُمنعن من لبس المخيط أثناء الإحرام، فيجوز لهن ارتداء الملابس المفصّلة، مثل القمصان والسراويل، ولكن يُمنع عليهن ارتداء النقاب والقفازين أثناء الإحرام.

انضم لمبادرة إرشاد ضيوف الرحمن - تطوع معنا في خدمة الحجاج والمعتمرين


فدية لبس المخيط للمحرم ناسيا وعن قصد

فيما يتعلق بـ لبس المخيط للمحرم، تختلف الأحكام بناءً على نية الفاعل وعلمه بالحكم الشرعي:

أولاً: لبس المخيط عن عمد

إذا ارتدى المحرم المخيط (مثل القميص أو السروال) عن قصد وعلم بأنه محظور، فإن عليه فدية لبس المخيط للمحرم. وقد اختلف العلماء في نوع الفدية:

الحنفية والشافعية: يرون أن الفدية تكون على التخيير بين:

  • ذبح شاة

  • إطعام ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع

  • صيام ثلاثة أيام

المالكية: يقولون بوجوب الدم فقط، أي ذبح شاة.

وهذا مستند إلى قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ [البقرة: 196]

ثانياً: لبس المخيط ناسياً أو جاهلاً

إذا ارتدى المحرم المخيط ناسيًا أو غير عالم بالحكم، فقد اختلف العلماء في وجوب الفدية:

الحنفية والمالكية: يرون أن عليه فدية، لأنهم لا يفرقون بين العامد والناسي في محظورات الإحرام.

الشافعية والحنابلة: يرون أنه لا فدية عليه، مستندين إلى قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]

وقد رجح كثير من العلماء هذا القول، معتبرين أن الناسي أو الجاهل معذور ولا فدية عليه.

ملاحظات هامة:

  • إذا تذكر المحرم أو علم بالحكم: يجب عليه فورًا خلع المخيط والعودة إلى لباس الإحرام

  • إذا استمر في لبس المخيط بعد التذكر أو العلم: فعليه الفدية، لأنه أصبح متعمدًا

  • النساء: يجوز لهن لبس المخيط أثناء الإحرام، ولكن يُمنع عليهن ارتداء النقاب والقفازين

ادعم مشروع "مظلة حاج " في المشاعر المقدسة 


من أسئلة زوارنا

هل يجوز حمل الحذاء أثناء الطواف؟

نعم، يجوز للمسلم حمل الحذاء أثناء الطواف حول الكعبة، بشرط أن يكون الحذاء نظيفًا وخاليًا من النجاسة، وقد أفتى العلماء بجواز الطواف والسعي بالحذاء إذا كان نظيفًا، مستندين إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة في النعال أحيانًا، فإذا صحت الصلاة بالنعال، صح الطواف والسعي من باب أولى.

ومع ذلك، يُستحب خلع الحذاء أثناء الطواف، خاصة إذا كان هناك خشية من أن يكون الحذاء قد لامس نجاسة، أو إذا كان هناك احتمال أن يتأذى به الآخرون أو يتسبب في تلويث المسجد.

أما بالنسبة للمحرم، فيجوز له لبس النعلين أو الأحذية التي لا تغطي الكعبين، ولا حرج في ذلك أثناء الطواف أو السعي، بشرط أن تكون نظيفة.

هل يجوز للمحرم لبس ملابس داخلية غير مفصلة تحت الإحرام؟

لا يجوز للمحرم ارتداء ملابس داخلية مفصّلة على هيئة عضو من أعضاء الجسم، مثل السراويل أو التبان، حتى وإن كانت غير مخيطة بخيط، لأن العبرة في محظورات الإحرام ليست بوجود الخياطة، بل بكون اللباس مفصّلًا على عضو معين من الجسم.

أما إذا كانت القطعة الداخلية غير مفصّلة، وتُلفّ على الجسم بطريقة تشبه الإزار، فلا حرج في ارتدائها، لأنها لا تُعتبر من المخيط المحظور.

وفي حالة الضرورة، كوجود مرض أو حاجة ماسة، يجوز للمحرم ارتداء المخيط، ولكن عليه فدية، وهي:

  • ذبح شاة

  • أو إطعام ستة مساكين

  • أو صيام ثلاثة أيام

كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ [البقرة: 196].

لذلك، يُنصح المحرم بتجنب ارتداء أي لباس مفصّل على عضو من أعضاء الجسم أثناء الإحرام، إلا في حالات الضرورة، مع الالتزام بأداء الفدية المقررة.

هل يجوز لبس المخيط فوق ملابس الإحرام؟

لا يجوز للمحرم (الرجل) أن يرتدي الملابس المخيطة فوق ملابس الإحرام (الإزار والرداء) بعد نية الدخول في النسك، سواء كانت هذه الملابس جاكيتًا أو عباءة أو غيرها من الثياب المفصلة على هيئة البدن، فهذا يُعد من محظورات الإحرام، ويترتب عليه فدية.


كن جزءاً من مشاريع جمعية ضيوف الرحمن - تبرع الآن

اقرأ ايضا: أخطاء شائعة في الحج