يمكنك التبرع باستخدام (أبل باي) باستخدام متصفح سفاري
مكة المكرمة
0555605437
تستعد لأداء الحج وتحتاج معرفة تفاصيل أيام التشريق وما يُستحب فيها من أعمال، أو كنت مسلماً حريصاً على اغتنام هذه الأيام المباركة بأفضل الطاعات والعبادات، فأنت تقرأ الدليل الشامل المناسب.
أيام التشريق هي من أعظم الأيام في التقويم الإسلامي، تأتي مباشرة بعد يوم النحر المبارك، وهي الأيام المعدودات التي ذكرها الله في كتابه العزيز. إنها أيام يجتمع فيها الحجاج في المبيت بمنى ويؤدون مناسك الحج الأخيرة، بينما يشاركهم باقي المسلمين حول العالم في التكبير في أيام التشريق والطاعات المباركة.
هل تعلم أن هذه الأيام الثلاثة لها أحكام خاصة في صوم أيام التشريق؟ وأن لها أعمالاً مستحبة مختلفة للحجاج وغير الحجاج؟ من فهم سبب تسميتها بهذا الاسم إلى معرفة فضلها العظيم، ومن أعمال الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة إلى كيفية اغتنام هذه الأيام المباركة - ستجد هنا كل ما تحتاجه.
في أيام التشريق المباركة، ساهم في سقيا الحجاج في منى واكسب أجر إرواء ضيوف الرحمن في أقدس الأيام
أيام التشريق هي ثلاثة أيام مقدسة تحمل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. هذه الأيام المباركة تأتي مباشرة بعد يوم النحر (عيد الأضحى)، مكملة لموسم الحج العظيم.
اليوم الأول: الحادي عشر من ذي الحجة (يُسمى أيضاً يوم القر)
اليوم الثاني: الثاني عشر من ذي الحجة
اليوم الثالث: الثالث عشر من ذي الحجة
هذه الأيام المباركة لها ذكر خاص في كتاب الله، حيث يقول سبحانه: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: 203].
وقد أجمع المفسرون أن الأيام المعدودات المذكورة في هذه الآية الكريمة هي أيام التشريق. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "الأيام المعدودات: أيام التشريق".
للحجاج: هذه هي الأيام الأخيرة من مناسك الحج، حيث يُتمون رمي الجمرات والمبيت بمنى.
لغير الحجاج: فرصة ذهبية للمشاركة في الأجر من خلال التكبير في أيام التشريق والأعمال الصالحة.
إن ما يميز أيام التشريق أنها:
أيام أكل وشرب وذكر لله كما قال النبي ﷺ
محرمة الصيام إلا لحالة استثنائية واحدة
مليئة بالأعمال الصالحة للحجاج وغير الحجاج
خاتمة مسك لموسم الحج العظيم
كما أمر الله بذكره في الأيام المعدودات، تذكر الحجاج بالإطعام
لماذا سُميت هذه الأيام المباركة بـأيام التشريق؟ هناك روايتان صحيحتان تفسران هذه التسمية:
السبب الأشهر: كان الحجاج في العصور الماضية يُشرّقون فيها لحوم الأضاحي، أي يُقطّعونها إلى شرائح رفيعة ويجففونها تحت أشعة الشمس الحارقة.
الحكمة: هذا التجفيف يحول اللحم إلى "قديد" يمكن حفظه لفترات طويلة، مما يساعد الحجاج على نقل لحوم أضاحيهم إلى بلدانهم البعيدة دون فساد.
تخيل المشهد: آلاف الحجاج في منى ينشرون لحوم أضاحيهم تحت شمس الحجاز، في منظر يُجسد البركة والخير الذي يفيض في هذه الأيام.
التفسير الثاني: سُميت بهذا الاسم لأن الذبح في هذه الأيام لا يُؤدى إلا بعد شروق الشمس، وليس قبلها أو أثناء الليل.
الدلالة: هذا يُضفي على هذه الأيام معنى النور والإشراق، فكأنها أيام مضيئة مباركة تشرق بالخير والبركة.
في كلا التفسيرين، نجد أن أيام التشريق ترتبط بالنور والخير والبركة:
في التشريق: نشر الخير وتوزيعه
في الشروق: إضاءة القلوب بنور الطاعة
كما تشرق الشمس في أيام التشريق، أشرق بالخير على الحجاج
وفر مظلة لحماية حاج من حر الشمس
أيام التشريق مليئة بالأعمال المباركة والطاعات المستحبة. دعنا نستكشف هذه الأعمال العظيمة:
العمل الأساسي في أيام التشريق للحجاج:
الوقت: بعد زوال الشمس كل يوم
الطريقة: رمي الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، الكبرى) بالترتيب
العدد: سبع حصيات لكل جمرة (21 حصاة يومياً)
الذكر: التكبير مع كل رمية
المبيت بمنى في ليالي أيام التشريق:
الحكم: سنة عند بعض الفقهاء، واجب عند آخرين
الهدف: إتمام مناسك الحج في أماكنها المقدسة
البركة: قضاء الليالي في نفس المكان الذي بات فيه النبي ﷺ
أعظم الأعمال في هذه الأيام:
التكبير المقيد:
الوقت: بعد كل صلاة مكتوبة
البداية: من فجر يوم عرفة
النهاية: حتى عصر آخر أيام التشريق
التكبير المطلق:
الوقت: في جميع الأوقات
المكان: في البيوت والأسواق والمساجد
الصيغة: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"
المدة الممتدة: يستمر وقت الذبح حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر
الفرصة الأخيرة: من لم يذبح في يوم النحر يمكنه الذبح في أيام التشريق
البركة: إحياء سنة إبراهيم عليه السلام
الأعمال الاجتماعية المستحبة:
صلة الأرحام والأقارب
عيادة المرضى
زيارة الجيران
الصدقة والإحسان إلى الفقراء
إدخال السرور على الآخرين
الأدعية المستحبة:
الدعاء الجامع: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
الدعاء للوالدين والأهل
الدعاء للمسلمين في العالم
الدعاء للحجاج بالقبول والسلامة
أمر مهم: نهى النبي ﷺ عن صوم أيام التشريق، وقال: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله"
هذا النهي يدل على أن هذه الأيام للفرح والاحتفال والتمتع بنعم الله، مع عدم نسيان ذكره سبحانه.
في ليالي المبيت بمنى، الحجاج يحتاجون مصاحف للتلاوة
ورّث مصحفاً واكسب أجر كل آية تُقرأ
أيام التشريق لها فضائل عظيمة ومكانة خاصة في الإسلام:
هذا الوصف النبوي العظيم يجمع بين متعة الجسد وطعام الروح:
الأكل والشرب: تمتع بنعم الله الحلال الطيب
ذكر الله: تطهير القلب وتزكية النفس
التوازن الإسلامي: ليس رهبانية ولا انغماس في الشهوات
قال الإمام الطبري في تفسير الآية: "يعني جل ذكره: اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في أيام محصيات، وهي أيام رمي الجمار".
هذا التفسير يُظهر أن أيام التشريق مخصصة بشكل خاص لذكر الله والتقرب إليه.
أيام التشريق هي الختام المسكي لموسم الحج العظيم:
للحجاج: إتمام آخر مناسك الحج في أجواء روحانية
لغير الحجاج: مشاركة في الأجر من خلال الأعمال الصالحة
للجميع: فرصة أخيرة لاستغلال بركة هذا الموسم المبارك
في ختام موسم الحج المبارك، تذكر والديك بالبر - تصدق عن والديك يومياً في الحرم
أيام التشريق لها مكانة خاصة في القرآن الكريم، حيث ذُكرت بوصف جميل ومميز.
قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [سورة البقرة: 203]
أجمع علماء التفسير على أن الأيام المعدودات المذكورة في هذه الآية الكريمة هي أيام التشريق:
ابن عباس رضي الله عنهما: "الأيام المعدودات: أيام التشريق"
الإمام الطبري: "يعني جل ذكره: اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في أيام محصيات، وهي أيام رمي الجمار"
"معدودات": تدل على قلة العدد وأهمية كل يوم منها "اذكروا الله": الأمر الإلهي بالإكثار من الذكر في هذه الأيام "في أيام": تخصيص زمني يدل على فضل هذه الأيام
الأمر بالذكر في أيام التشريق له حكم عظيمة:
شكر الله على نعمة إتمام الحج
تطهير القلب من أدران الحياة
تقوية الإيمان بذكر الله الدائم
ربط المسلم بخالقه في كل لحظة
هل يجوز صوم أيام التشريق؟ هذا سؤال مهم له إجابة واضحة في الشريعة الإسلامية.
أجمع العلماء على تحريم صوم أيام التشريق، استناداً إلى قول النبي ﷺ: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" رواه مسلم.
يُحرم الصيام في هذه الأيام سواء كان:
صيام تطوع (نافلة)
صيام قضاء (لرمضان مثلاً)
صيام نذر (نذر على النفس)
صيام كفارة (كفارة يمين مثلاً)
حتى لو وافقت أياماً يُستحب صيامها (كأيام البيض)، فالتحريم مقدم.
يجوز صيام أيام التشريق في حالة واحدة فقط:
للحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي
الدليل: حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما: "لم يُرخص في أيام التشريق أن يُصمن إلا لمن لم يجد الهدي" رواه البخاري
لماذا حُرم الصيام في أيام التشريق؟
أيام فرح واحتفال بإتمام الحج
تمتع بنعم الله الحلال الطيب
عدم المشقة على الحجاج في أعمالهم
التوازن الإسلامي بين متطلبات الروح والجسد
القاعدة العامة: تحريم صوم أيام التشريق مطلقاً الاستثناء الوحيد: الحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي البديل المشروع: الإكثار من الأكل الحلال والذكر والأعمال الصالحة
كما أن هذه الأيام للأكل والشرب، فهي أيضاً للذكر والصدقة
خلي لك صدقة يومية تدوم مدى الحياة
ماذا عن المسلمين الذين لم يؤدوا الحج؟ كيف يمكنهم الاستفادة من بركة أيام التشريق؟
رغم أن بعض مناسك الحج خاصة بالحجاج، إلا أن أيام التشريق فيها أعمال عامة لجميع المسلمين:
أعظم الأعمال لغير الحاج:
التكبير المقيد:
بعد كل صلاة مكتوبة من فجر يوم عرفة حتى عصر آخر أيام التشريق
صيغة مأثورة: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"
التكبير المطلق:
في البيوت والأسواق والمساجد
في جميع الأوقات بلا تقييد
إحياء السنة التي كان يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم
فرصة ممتدة لمن لم يذبح في يوم النحر:
الوقت: يستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر
الحكمة: إعطاء فرصة أطول للمسلمين لأداء هذه السنة
البركة: إحياء سنة إبراهيم عليه السلام
تقوية الروابط الاجتماعية:
صلة الأرحام: زيارة الأقارب والاطمئنان عليهم
عيادة المرضى: تخفيف آلامهم بالزيارة والدعاء
زيارة الجيران: تقوية الروابط المجتمعية
الصدقة والإحسان: مساعدة المحتاجين والفقراء
أعمال القلب:
الدعاء المأثور: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
الذكر المطلق: تسبيح وتهليل وتحميد
الدعاء للحجاج: بالقبول والسلامة والعودة الآمنة
طاعة الله في عدم الصيام:
الامتثال للأمر النبوي بعدم الصيام
التمتع بالطعام الحلال الطيب
الاعتدال في الأكل دون إسراف أو تبذير
شكر الله على نعمة الطعام والشراب
للحجاج في منى خلال أيام التشريق، هناك طريقة خاصة لأداء الصلاة تتبع السنة النبوية:
هذا هو الحكم الأساسي للصلاة في منى:
الصلوات الرباعية (الظهر، العصر، العشاء):
تُصلى ركعتين فقط بدلاً من أربع
بدون جمع - كل صلاة في وقتها المحدد
الصلوات الأخرى:
المغرب: ثلاث ركعات (لا تُقصر أبداً)
الفجر: ركعتان (كما هي أصلاً)
هذا فعل النبي ﷺ في حجة الوداع:
صلى في منى قصراً بدون جمع
كان يُصلي كل صلاة في وقتها المحدد
لم يجمع بين الصلوات كما فعل في عرفات ومزدلفة
الظهر: ركعتان في وقت الظهر العصر: ركعتان في وقت العصر المغرب: ثلاث ركعات في وقت المغرب العشاء: ركعتان في وقت العشاء الفجر: ركعتان في وقت الفجر
هذا سؤال يحتاج توضيح دقيق، لأن الحكم مختلف بين الحاج وغير الحاج:
العمرة جائزة في جميع أيام السنة بما في ذلك أيام التشريق لمن لم يؤد الحج في نفس السنة.
الحاج يُمنع من الإحرام بالعمرة خلال فترة محددة:
من بداية إحرامه بالحج
حتى آخر أيام التشريق
لا يعتمر حتى يفرغ من حجه تماماً
لو أحرم الحاج بالعمرة في أيام التشريق:
لا تنعقد العمرة شرعاً
لا تلزمه ولا يجب عليه إتمامها
يبقى في حكم الحاج حتى ينتهي من مناسكه
التفرغ التام لإتمام مناسك الحج
عدم الخلط بين عبادتين مختلفتين
التركيز الكامل على الأعمال المطلوبة في أيام التشريق
التكبير في أيام التشريق له بداية ونهاية محددتان بدقة:
يبدأ التكبير من فجر يوم عرفة (9 ذي الحجة)
ينتهي التكبير بعد صلاة عصر آخر أيام التشريق (13 ذي الحجة)
المدة الإجمالية: 5 أيام كاملة
يوم عرفة (9 ذي الحجة)
يوم النحر (10 ذي الحجة)
أيام التشريق الثلاثة (11، 12، 13 ذي الحجة)
الصلوات المشمولة:
من صلاة فجر يوم 9 ذي الحجة
إلى صلاة عصر يوم 13 ذي الحجة
المجموع: حوالي 23 صلاة مكتوبة
هذا القول الذي عليه جمهور العلماء:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ابن عباس رضي الله عنهما
سفيان الثوري
الإمام أحمد بن حنبل
التكبير المقيد: بعد كل صلاة مكتوبة في الأوقات المحددة التكبير المطلق: في جميع الأوقات والأماكن خلال هذه الأيام
الصيغة الأشهر: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"
كما أن أيام التشريق أيام ذكر لله، فإن خدمة عباد الله ذكر عملي
انضم إلينا في سقيا وإطعام الحجاج
اقرأ ايضا: رمي الجمرات في الحج