مكة المكرمة
0555605437
فضل عشر ذي الحجة المباركة وأثرها العظيم في حياة المسلم
هل تشعر بذلك الحنين العميق عندما تستمع إلى تلبية الحجاج تتردد في أرجاء البيت الحرام؟
هل يخفق قلبك بشدة عند سماع الأذان في هذه الأيام المباركة؟
إن فضل عشر ذي الحجة ليس مجرد معلومة نقرأها، بل هو موسم رباني ينتظره المؤمنون بشوق ولهفة في كل عام، فهي أيام يتضاعف فيها الأجر، وتفتح أبواب الرحمة على مصراعيها.
تخيل نفسك في هذه اللحظات المقدسة وأنت تعيش معها لحظة بلحظة، تدعو الله بصدق، تصوم بنية خالصة، وتتصدق بقلب منشرح. إن فضل عشر ذي الحجة يحمل في طياته نفحات إيمانية تعيد للقلب صفاءه، وتمنح الروح سكينتها، وتجدد العزم نحو طاعة الله.
في هذا المقال الشامل، سنرافقك في رحلة روحانية لاستكشاف فضل عشر ذي الحجة العظيم، وكيف يمكن لهذه الأيام المباركة أن تغير حياتك إلى الأفضل، وتملأ قلبك بالفرح والطمأنينة والقرب من الله سبحانه وتعالى.
في هذه الأيام المباركة، ساهم في سقيا حجاج بيت الله الحرام
كن جزءاً من الأجر المضاعف في عشر ذي الحجة مع جمعية ضيوف الرحمن
عشر ذي الحجة هي الأيام العشر الأولى المباركة من شهر ذي الحجة، آخر شهور السنة الهجرية، وتُعد من أعظم وأقدس الأيام في الإسلام لما لها من فضل عشر ذي الحجة الكبير ومكانة خاصة ومتميزة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
يوم التروية (8 ذي الحجة): يبدأ فيه حجاج بيت الله الحرام بالتوجه إلى منى استعداداً ليوم عرفة العظيم، وهو يوم التزود بالماء والاستعداد الروحي.
يوم عرفة (9 ذي الحجة): يُعد من أعظم أيام السنة كلها، يُستحب فيه الصيام لغير الحاج، ويكفر الله به سنتين كاملتين من الذنوب والخطايا.
يوم النحر (10 ذي الحجة): أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهو أعظم الأيام عند الله تعالى، وفيه تُذبح الأضاحي تقرباً وتعبداً لله عز وجل.
إن فضل عشر ذي الحجة عظيم جداً ومتنوع، وقد شهد له القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بفضائل جليلة:
قال الله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2]. وقد فسر جمهور العلماء المعتبرين أن "الليالي العشر" هي عشر ذي الحجة، والله لا يقسم إلا بعظيم.
قال النبي ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، أي أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
تجتمع في هذه الأيام المقدسة أمهات العبادات العظيمة: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها من أيام السنة.
ساهم في توزيع وجبات الطعام لضيوف الرحمن واحصل على الأجر المضاعف
في هذه الأيام العظيمة، يمكنك أن تملأ أوقاتك بأعمال صالحة تقربك إلى الله وتحقق لك فضل عشر ذي الحجة:
يُستحب بشدة صيام الأيام التسعة الأولى، وخاصة فضل صيام عشر ذي الحجة، ولا سيما يوم عرفة العظيم الذي يكفر سنتين من الذنوب.
الإكثار من التهليل "لا إله إلا الله" والتكبير "الله أكبر" والتحميد "الحمد لله" والتسبيح "سبحان الله".
تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، والتأمل في معانيه العظيمة وحكمه البالغة.
الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين والأيتام، والتوسعة على المستحقين في هذه الأيام المباركة.
لمن استطاع إليه سبيلاً مالياً وبدنياً، وهو أعظم الأعمال في هذه الأيام.
في يوم النحر المبارك، تقرباً وتعبداً لله، واتباعاً لسنة إبراهيم عليه السلام.
اشترك في الصدقة اليومية: إطعام الحجاج، السقيا، الكفالة، في أعظم أيام السنة.
لقد شرف الله تعالى هذه الأيام المباركة بالذكر في كتابه الكريم، مما يؤكد فضل عشر ذي الحجة في القرآن العظيم:
قال الله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2].
وقد فسر جمهور المفسرين العظام، ومنهم ابن عباس وابن الزبير ومجاهد رضي الله عنهم، أن "الليالي العشر" هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، مما يدل على عظم شأنها وجلال فضلها عند الله.
قال الله تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28].
وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما هذه "الأيام المعلومات" بأنها أيام العشر من ذي الحجة، مما يشير إلى أهمية ذكر الله والدعاء والتسبيح فيها.
هذه الآيات الكريمة تُظهر بوضوح مكانة عشر ذي الحجة العظيمة في الإسلام، وتحث المؤمنين على الإكثار من الأعمال الصالحة والعبادات المتنوعة فيها.
في هذه الأيام المقدسة، ساهم في كفالة حج المحتاجين وكن شريكاً في أجرهم العظيم.
إن فضل صيام عشر ذي الحجة عظيم ومضاعف، وصيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة يُعد من أجل وأعظم الأعمال الصالحة المستحبة في الإسلام:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سُئل عن فضل يوم عرفة، فقال: "يكفّر السنة الماضية والباقية". هذا الأجر العظيم لغير الحجاج فقط.
عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله ﷺ: صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".
صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة مستحب استحباباً مؤكداً، وقد ثبت عن النبي ﷺ صيامها كما في الأحاديث السابقة. ويُستثنى من ذلك يوم العيد (اليوم العاشر)، حيث يُحرم صيامه لأنه يوم عيد وفرح للمسلمين.
وردت في القرآن الكريم آيات كريمة تدل على فضل عشر ذي الحجة وعظم مكانتها:
﴿ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1–2]
أقسم الله سبحانه وتعالى بالليالي العشر، والقسم في القرآن لا يكون إلا بعظيم وجليل. وقد فسّر جمهور المفسرين أن هذه الليالي المباركة هي العشر من ذي الحجة، مما يدل على عظيم فضلها وجلال قدرها عند الله.
﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]
فسر ابن عباس رضي الله عنهما "الأيام المعلومات" بأنها أيام العشر من ذي الحجة، أي أن الذكر والتسبيح والعمل الصالح فيها مستحب ومحبب إلى الله تعالى، وله أجر عظيم مضاعف.
وردت أحاديث نبوية شريفة كثيرة تبين فضل عشر ذي الحجة العظيم:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء".
هذا الحديث الجليل يؤكد أن العمل الصالح في هذه الأيام المباركة أحب إلى الله من العمل الصالح في أي أيام أخرى من السنة، حتى من الجهاد في سبيل الله، إلا حالة استثنائية واحدة.
يوم عرفة، الذي يوافق التاسع من شهر ذي الحجة، يُعد من أعظم أيام السنة كلها في الإسلام، وله فضل يوم عرفة عديدة وجليلة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
في هذا اليوم العظيم نزل قول الله تعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ [المائدة: 3]. وقد نزلت هذه الآية الكريمة على النبي ﷺ وهو واقف بعرفة يوم الجمعة، مما يدل على عظمة هذا اليوم المبارك.
قال النبي ﷺ: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده". وهذا الفضل العظيم خاص بغير الحاج، أما الحاج فلا يُستحب له الصيام في هذا اليوم ليتقوّى على العبادة والمناسك.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟".
يباهي الله تعالى بأهل عرفة ملائكته الكرام، فيقول: "انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي".
قال النبي ﷺ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
قال النبي ﷺ: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
شارك معنا في سقيا الحجاج في يوم عرفه
اغتنم شرف الزمان وشرف المكان
صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة يُعتبر من أجل الأعمال الصالحة التي يُحبها الله تعالى، وقد وردت عدة أحاديث صحيحة تُبيّن فضلها العظيم:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء".
وعن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله ﷺ: صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".
وبذلك، فإن صيام هذه الأيام المباركة يُعتبر من السنن المستحبة المؤكدة التي يُثاب عليها المسلم بالأجر العظيم والثواب الجزيل من الله.
لا توجد معجزات محددة مرتبطة بالأيام العشر من ذي الحجة في النصوص الشرعية، ولكنها أيام مباركة عظّمها الله تعالى، وجعل فيها من الفضل والبركة ما لم يجعله في غيرها من أيام السنة:
أقسم الله بها في كتابه الكريم، فقال: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [الفجر: 1-2]، مما يدل على عظيم شأنها وجلال قدرها عند الله سبحانه.
قال النبي ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، مما يُظهر فضلها العظيم ومكانتها الرفيعة عند الله تعالى.
وبذلك، فإن فضل هذه الأيام المقدسة يكمن في الأعمال الصالحة التي تُضاعف فيها والأجور التي تُكتب، وليس في معجزات حسية محددة وقعت خلالها.
يُستحب صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة للأسباب الشرعية المباركة التالية:
فضل العمل الصالح فيها: كما ورد في الحديث الصحيح، فإن العمل الصالح في هذه الأيام أحب إلى الله من غيرها من أيام السنة كلها.
اتباع سنة النبي ﷺ: حيث كان يصوم هذه الأيام المباركة، كما في حديث حفصة رضي الله عنها الصحيح.
الاجتهاد في العبادة: لما فيها من تعظيم لله وتقرب إليه، خاصة في يوم عرفة العظيم، الذي يُكفّر صيامه سنتين كاملتين من الذنوب.
ويُستثنى من ذلك اليوم العاشر (يوم النحر)، حيث يُحرم صيامه، لأنه يوم عيد الأضحى المبارك للمسلمين في كل أنحاء العالم.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال في هذه الأيام المباركة، وجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً
اقرأ ايضا: الصدقة في العشر من ذي الحجة: فضلها و أوجه الإنفاق
